الرئيسية / قصص / قصة مايكل

قصة مايكل

تقدم «مايكل» لخطبة «صوفيا» على الطريقة التي لقّنه إياها والده حين قال له ذات مرة: “إذا أحببت إحدى تلك الكائنات المزعجات فما عليك إلا أن تذهب مباشرة إليها أو إلى وليّ شأنها، وأن تعلن عزمك على الزواج منها”..صوفيا لم تكن تنظر إلى مايكل إلا نظرة صفاء خالصة، وكانت تكن له مشاعر احترام وحذر في ذات الوقت، فهي لا تطمئن له في الغالب، ولكن سلوكه – عملياً – لم يبرر لها بعد أن تعامله بطريقة غير مهذّبة..في الواقع، بررت لنفسها ذلك بعد أن تقدّم للزواج منها إلى والدها، وكأنها سلعة، أو أن لا رأي لها، أو لا أهمية لمشاعرها أو تجربتها معه. حينئذ باتت تنظر له باحتقار..سألها والدها: “ما الذي يمنعك من الموافقة على طلبه؟ أنا أرى أنه شاب طموح وذكي!” فردّت: “وأنا أرى أنه شاب أحمق وسخيف”.. تأثّر مايكل كثيراً برفض صوفيا له، وقد تحوّل بعد ذلك إلى “مايكل آخر”! بعد أن كان يعمل كنادل في مقهى، حاول أن يبني عظمته شيئاً فشيئاً، ووضع في اعتباره أن يبهر صوفيا، ثم يتزوجها، حيث يجعلها تطمع في ثروته وماله، وبعد ذلك يتخلى عنها كعقاب..بعد عام واحد من كل تلك الأحداث اشترى مايكل سيارة فارهة بكدّه ودهاءه، فأصبح حديث الناس، فمع أنه ما زال بعمر الثالثة والعشرين، إلا أنه تمكّن من شراء سيارة يحلم بها كثيرون..قالت والدة صوفيا أمام صوفيا: “بعض الحمقاوات يكبّرن رؤوسهنّ بلا داعٍ. ما أسخف ذرّيتي! لقد رفضت هذه البلهاء من كان ليرسم لها ولنا مجداً!”..وفي السنة التالية أصبح لمايكل مطعمه الخاص الذي يديره ويدرّ عليه أرباحاً كثيرة! همست صديقةٌ لصوفيا في أذنها: “لو كنت مكانك لقبلت! كان بإمكاني أن أفعل كل ما يحلو لي بالمال!”..وبعد عدة سنوات أخرى، امتلك مايكل قصراً كبيراً، وأصبح حديث الناس في كل أرجاء المدينة، فهو شاب كادح، لا يتوقف عن بناء الأمجاد. وكان يُنظَر إليه على أنه محظوظ كبير! عندما بلغ مايكل سن الخامسة والثلاثين تقدّم مجدداً إلى خطبة صوفيا التي تكاد أن تكون عانسة. فرح والدا صوفيا كثيراً بذلك. طُرح السؤال أمام صوفيا، فضحكت وقالت “لا”.. ببساطة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *