الرئيسية / قصص / ايديث

ايديث

قررت «إيديث» أن تنتقم من الشخص الذي أحبته وصدّها مراراً. ولو أنه لم يصدّها فعلياً لأنها لم تكن من النوع الذي يتحدّث عن الحب بطريقة مباشرة؛ أما هو فكان يمتلك بضعة درجات من السذاجة، ويا ليتها علمت! فشلت إيديث كثيراً في اقتناص فرصة للانتقام، منها ما كان يتعلق بأصدقاءها الفتيان الذين كانت تتجمّل لهم أمامه، ولكنه كان لا ينتبه، بل أحياناً كان يعجب باهتمامها بهم..كثيراً ما كانت تتحدث عن مساوئه أمام البقية محاولةً أن يكرهوه، وإن كان فعلاً يستحق أن يكرهه الآخرون لبلادته، إلا أنهم كانوا لا يهتمون به أصلاً..في يوم من أيام الدوام التقت إيديث بشاب عن طريق الصدفة أثناء زيارتها لإحدى المكتبات، وقد طُرح سؤال في المكتبة وكان على روادها أن يعرفوا الإجابة عن طريق الكتب التي قرأوها سابقاً..أجابت إيديث على السؤال بكل ذكاء، فقد تذكرت الرواية جيداً. كيف لا وهي تتحدث عن “فتاة تريد أن تنتقم من الفتى الذي أحبته”؟! أعجب الشاب الجديد بذكاء إيديث وسرعة بديهتها وصفق لها من بين الجموع، ثم تبعوه. فشعرت إيديث بموجة دماء تتدفق في صدرها ورعشة، ثم شعور خفيف بالبرد. لقد وقعت في حبه! أول من خطر لها أن تذهب إليه وتحدّثه عن العلاقة الجديدة الأليمة هو محبوبها السابق! لقد نسيت تماماً أنها عازمة على الانتقام منه؛ سامحته! المشكلة أنه أحبها اعتباراً من لحظتها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *